السبت، 23 مايو 2015

العمارة الإنسانية
العمارة في الغرب هي فنُّ بناء المباني وفق قواعد جمالية، وهندسية ورقمية محددة.
عند لي كوربوزييه: العمارة هي اللعب المتقن بالكتل المنظورة تحت الضوء.
اما عند ابن خلدون فهي “صناعة البناء” يقول ابن خلدون: هذه الصناعة اول صنائع العمران الحضري وأقدمها في تصميم المباني ليغطي بها الإنسان الاحتياجات مادية كالسكن مثلا أو معنوية وذلك باستخدام مواد وأساليب إنشائية مناسبة.
ومن اهم التعريفات التي اثرت في العالم الغربي هو تعريف “فيتروفيوس” حيث يقول ان العمارة هي ثلاث اشياء: العمارة فن وعلم و … اشياء أخرى حيث الهندسة المعمارية هي المباني التي دمجت (الانتفاع – الثبات – البهجة)
- الوظيفة الجمالية التكنولوجية-بنية المرافق الجذابة -الانشاء المستخدم في المظهر
فيتروفياس قال ايضا ان العمارة هي فن البناء حيث ان الفن: هو ما يخرجه الانسان من عالم الخيال الى عالم الحس ليحدث في النفس طربا واعجابا
يقول هوريشوهجرينوه: ان التصميم هو الترتيب العلمي للفراغات والاشكال لتلائم الوظائف والموقع، وتأكيد لمظاهرها وتدريجها بالنسبة لأهميتها في الوظيفة واختيار ألوان وزخارف ترتب مع القوانين عضوية دقيقة، لكل قرار منها سبب واضح والتخلص التام من كلما هو متصنع ومتكلف
يقول السويسري " سيقفريد قيديون " من أهم علماء وأصحاب نظريات العمارة الحديثة، ومؤسس " المؤتمرات الدولية للعمارة الحديثة-يقول عن القيم الجمالية والعمارة: " نحن لا نعتقد أن القيم الجمالية يمكن أن تضاف أو تنتزع من الخارج. إن القيم الأصلية الجمالية لا يمكن أن تنفصم عراها عن الموضوع. فهي تشع منه مثل الأزهار، أو أطباق الطعام التي تفوه منها الروائح العطرية. وهي كالعطور تثير إحساساتنا وعواطفنا".
يقول ميس فان دوره العمارة يجب ان تولد من القوى المحركة للحضارة الإنسانية وان جوهر الحضارة ليس بسيطا فهو ينتمي الى كل من لماضي والحاضر والمستقبل ومن الصعب الإحاطة به وتحديده
ينبه جون راسكن على ضرورة رؤية العمارة بمنظور جدي. ويبرر موقفه هذا بإيمانه بأنه يمكن أن نعيش ‏بدون عمارة كما يمكن لنا أن نتعبد بدونها أيضا ولكن لا نستطيع أن نتذكر بدون عمارة. يتضمن رأي المنّظر هذا ‏أهمية البُعد التاريخي في العمل المعماري وهو يشير إلى حقيقتين. رؤية التاريخ من خلال العمارة والثانية أن ‏تحتوي المقترحات المعمارية من الخصائص ما يؤهلها لأن تكون خالدة (تاريخية). ‏
يستوجب على المعماري، حسب ما جاء في كتاب راسكن، أن يكون تصميمه خالداً ومعمراً. وعلى المجتمع ‏أن يبني مبانيه بكل دقة وتأني واهتمام حتى تعمر لفترة طويلة وتكون بمثابة السجل المعماري الحي للأجيال ‏القادمة.
ويقول كريستيان نوربوغ شولتز: " يتطلب عصرنا المنفتح لغة معمارية جديدة نختارها من بين النماذج الأصلية، ثم " نؤولها " بحرية اعتمادا على ذكرياتنا المتنوعة. والتأويل يعني الكشف عن علاقات خفية أكثر مما يعني اختراعا حرا.
فيؤكد شولتز على دور المعماري الكبير في السيطرة على البيئة مما يحقق التفاعل الانساني، بالسيطرة على التنظيم الداخلي للمبنى من خلال أربعة جوانب للعمل المعماري هي التحكم الفيزيائي من خلال تحديد الحجم والكيفية للفضاء والمحاور، السياق الاجتماعي من خلال تجسيد الإطار الوظيفي بتحديد مدى التفاعل الانساني والاجتماعي، الترميز الثقافي القيم الانسانية والنظم الرمزية منها.

في نطاق مفهوم السكن شولتز عن وظائف إنسانية أساسية، وهي الاتجاه والهوية والذاكرة.
ويتضمن " الاتجاه " تنظيم الحيز وأنماط الحركة فيه، أما " الهوية " فهي تعني اختيار الطابع والشكل المعماري المنسجم مع البيئة والإنسان، والمقصود " بالذاكرة "، الذاكرة التاريخية و القومية التي تحدد الهوية المعمارية شكلا و ابداعا ومن المؤكد ان العمارة تتبع الوظيفة كما يقول المعماري سوليفان ولكن شولتز يتحدث عن ابعاد وظائفية للغة العمارة، هي البعد المكاني، والبعد التكويني أو التركيب الشكلي، والبعد التطبيقي الذي يحدد النوعية التشخيصية.
وليس السكن منشأة في فراغ اجتماعي، بل هو خلية عمرانية اجتماعية، يحقق أهدافا ثلاثة غير هدف السكن، هي " اللقاء" مع الآخرين، والتوافق بينهم، وتحقيق التفرد، والسكينة  
يقول المعماري الشهير حسن فتحي " العمارة ليست مجرد مأوى فحسب بل هي تعبير حي عن وجدان الانسان وتحقيق لرغباته في الانتماء وميله الغريزي الى التواصل الاجتماعي .... ان علينا ان نتفهم مكان ودور العمارة في حركة تطور الحضارة الإنسانية وان نعترف بان العمارة تشمل الانسان والتقنية "
حسن فتحي يؤكد على ان يكون المعماري ليس مجرد مهندس، فيجب ان يدرك الابعاد المختلفة للبيئة والسكان ويهتم بمراعاة مناسبة لمكان البناء حتى لا يكون قبيحا وغير متناسب مع البيئة
وأكد حسن فتحي على ضرورة الاعتراف بأن العمارة قد نشأت لخدمة البشر، وبأن الإنسان غير قابل للتغيير، وبضرورة أن تتجاوب العمارة مع الاحتياجات السيكولوجية والثقافية للمجتمع، ومع الاحتياجات الفيزيقية (الجسمانية) والفسيولوجية جميعاً.
وكان فتحي يحث المعماريين على إعطاء البعد الإنساني المقام الأول عند وضع التصميمات، إن هم أرادوا لمنجزاتهم العمرانية أن يكتب لها البقاء والصمود غير أنه كان حريصاً على التأكيد على ضرورة الانفتاح على العالم الخارجي للإبقاء على أواصر الأخذ والعطاء وتبادل المعرفة في كل ما هو جديد ونافع
فبرأيه أن التراث المعماري رموز التطور الإنساني:
·        الإنسان عبر التاريخ يعبر عن القدرات التي وصل إليها في التغلب على بيئته المحيطة به
·        التراث هو مفهوم لتلك الخصوصية الإنسانية المعنوية أو الروحانية المتضامنة والمتفاعلة مع الوظيفة، ومن نتائجها يمتلك العمران الحضاري المقياس الإنساني بأبعاد متكاملة ويكتسب خاصية العقائدية الحضارية. وهو مصدر للأجيال الحالية والقادمة يساعدها على استعادة القيم الإنسانية في بيئتها وجعلها أكثر قدرة على البقاء.
العمارة الإنسانية عند الدكتور سامي:
الفن العلمي لإقامة أبنية تتوفر فيها عناصر المنفعة والمتانة والجمال والاقتصاد وتفي بحاجات الناس المادية والروحية، في حدود أوسع الامكانات وبأحسن الوسائل المتوفرة في العصر الذي تكون فيه، وهي طريقة في العمل وبتفكير ومنطق سليم، تعتمد على علم صحيح وفن رفيع ويقوم بها معماريون على صلة بالواقع وبالحياة وعلى وعي وأدراك بأحوال بأنهم وظروف العمل في عصرهم
فالعمارة في النهاية:
العمارة هي فن تكوين الحجوم والفراغات المخصصة لاحتضان الوظائف والنشاطات الانسانية والاجتماعية بتنوعها وهي انطلاقا من ذلك تعكس في سماتها وأشكالها الانجازات التقنية والحضارية والتطلعات الجمالية والروحية والقدرات المادية للمجتمع في بيئة ما وفترة تاريخية محددة

تعريف آخر….
العمارة هي بيت العلوم والفنون على مر العصور والعمارة هي السجل الموثق لتاريخ الانسان منذ نشأته على هذه الأرض وحتى يوم بعثه

العمارة هي ذلك الفراغ من الابداع الانساني الذي يؤطر الذاكرة ويعطيها شكلا يحفظ ما اختزنته الأجيال من صور ومفاهيم وتجارب وما أرادت التعبير عنه من مواقف ومشاعر ومعتقدات.


(حيث ان العمارة دائما هي مقياس النوعية ومجس الاقتراب من الراحة والطمأنينة للإنسان)

هناك تعليقان (2):

  1. دراسة رائعة على إيجازها. ليت معمعماريي هذا الجيل يأخذون بمثلها.

    ردحذف
  2. تقديم موجز لفن العمارة عبر اثقافات لكنه توجيهي وقد يؤسس لدراسات وافيةتفصيلية. ليت معماريي هذه الأجيال يأخذون بها.

    ردحذف